التعرض للضوء الخارج من اللاب توب والهواتف الذكية بجميع أنواعها هو على الارجح أحد الأسباب التي أدت إلى زيادة حادة في الآونة الأخيرة إلى الاضطرابات في النوم . وقد اتضح أن لهذا الخطر “عميل سري” ربما لم تشك به: المنبه.
لأن معظمنا “ملتصقون” بالفعل بهواتفنا طوال اليوم، ومعظمنا بحاجة إلى الاستيقاظ في الصباح، ليس من المستغرب أن نجد أن استخدام الهاتف كمنبه أصبح شائعا. وقد اشار مسح، أجرته مؤسسة آي دي سي بالتعاون مع الفيسبوك وشمل 7446 من اصحاب الهواتف الذكية الذين تتراوح أعمارهم بين 18و 44 ، ان 44٪ من المشاركين في الاستطلاع يستخدمون الهاتف كمنبه. وترتفع هذه النسبة إلى 54% بين الفئة العمرية 18-24 عام.
بالطبع استخدام الهاتف كمنبه سبق اطلاق الهواتف الذكية. وكانت هذه واحدة من أولى الإضافات التي قدمتها الأجهزة للمستخدم، واليوم هذه الوظيفة موجودة في كل هاتف. بالإضافة إلى ذلك، تقدم كل منصة عشرات من التطبيقات المصممة لإيقاظك بكفاءة، او بسعادة أو بلطف حسب اختيارك . هناك أيضا تطويرات أكثر تعقيدا حيث تحلل عادات نومك، وتختار اللحظة المناسبة لإيقاظك، أو تساعدك على النوم بهدوء لأطول فترة ممكنة.
لذلك أصبح الهاتف يرافقنا في غرفة النوم. وقامت مجلة تايم بتنفيذ بحث بالتعاون مع “كوالكوم” فحص اين تركنا الهاتف الخليوي أثناء النوم. وأجاب 68 ٪ من مشاركي العينة ” بالقرب من السرير” ، و أجاب 16 ٪ من الآخرين ” في غرفة النوم “.
قد تكونوا قد ادخلتم الهاتف الى غرفة النوم بعد أن نفذت البطاريات بالمنبه القديم، ولكن من هنا التدهور سريع ! مثالا – اذا كنت قد استيقظت في الليل وأردت فقط للتحقق من الوقت ؛ ثم رأيت ردود على مشاركتك في الفيسبوك، ومن ثم بدأت بقراءة بعض التدوينات الاخرى والمثيرة للاهتمام. وربما تريد معرفة اذا ما كان جديد في حساب بريدك الإلكتروني.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن توفر الهاتف في ستار المنبه يعرضنا ليس فقط للآثار الناجمة عن الضوء والإشعاع، ولكن أيضا للانحرافات. ففي كل مرة نستيقظ في الليل وننظر الى الهاتف، نحن في خطر فحص رسائل البريد الإلكتروني والتصفح، والتطبيقات والشبكات الاجتماعية. هذا الخطر يكمن عادة عند المراهقين، ومعظمهم يمتنعون عن إسكات الهاتف في الليل حتى لا يفوتوا على انفسهم فرصة التواصل مع الأصدقاء.
اورفيو بوكستون، خبير في أبحاث الدماغ من القسم لطب النوم في كلية الطب بجامعة هارفارد، تطرق الى هذه الظاهرة في مقال بصحيفة نيويورك تايمز وقال ان الهاتف في غرفة النوم يمكن أن يسبب القلق واضطراب في النوم. ” وهذا يعني أننا لن نستريح أبدا، ونحن في حالة تأهب مستمر، والذي هو علامة على يقين من الأرق. ”
لذلك نوصيكم بشراء ساعة جيدة من الطراز القديم. أو على الأقل وضع الهاتف في “حالة الطيران” أثناء النوم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق